يُتصوَّر «حديقة الضاحي» كمعلم ثقافي أخضر لمدينة بريدة، على مساحة تبلغ 17,200 متر مربع من الواحة الحضرية التي صمّمتها لاحِم لتمزج بين المشهد الطبيعي والترفيه والحياة المجتمعية. تقع الحديقة داخل حي آخذ في النمو، لتحوّل أرضًا خالية إلى وجهة نابضة يمكن للعائلات والزوار فيها الالتقاء واللعب والتواصل مع الطبيعة. يستلهم التصميم صمود المشهد النجدي، حيث تُنسج المساحات الخضراء المظللة، ومناطق اللعب، والأجنحة المجتمعية في نسيج عمراني متكامل وجاذب.

​

ترتكز البنية الفراغية للحديقة على شبكة من الممرات الشجرية التي تقسم الموقع إلى مناطق يسهل الوصول إليها، مع خلق روابط واضحة بين الوظائف الترفيهية والثقافية والبيئية. وفي قلب الحديقة، يشكّل الجناح الدائري ذو الغطاء المتدرّج علامة اجتماعية مميزة توفّر الظل وتستحضر الأشكال التقليدية في قالب معاصر. حول هذا المركز، يجد الزائر ملاعب للأطفال، ومساحات عشبية مفتوحة، وحدائق مزروعة تعزز الاستخدام النشط للفضاء وتتيح في الوقت نفسه لحظات هادئة للتأمل. وقد تم اعتماد استراتيجيات زراعة بالنباتات المحلية لتعزيز التنوّع الحيوي وتقليل استهلاك المياه، بما يضمن نمو الحديقة بانسجام مع مناخها.

​

تتجاوز «حديقة الضاحي» كونها مساحة ترفيهية؛ فهي رؤية لتنمية عمرانية مستدامة تتمحور حول المجتمع. فالممرات المظللة، وفضاءات التجمع، والمرافق الثقافية تعزّز النسيج الاجتماعي للأحياء المحيطة، وتوفر متنفسًا من بيئة الصحراء. ومن خلال الجمع بين الاستدامة والبعد الثقافي واحتياجات الترفيه المعاصرة، يجسد المشروع التزام لاحِم بصناعة فضاءات عامة متجذّرة في المكان ومنفتحة على المستقبل. وتقدَّم «حديقة الضاحي» نموذجًا لكيف يمكن لأحياء بريدة أن تعزّز الرفاه والترابط والمرونة من خلال التصميم.