يقع هذا المشروع في منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية، ويُعيد تصور حركة النقل بالحافلات كتجربة مكانية وثقافية متكاملة. وضمن شبكة إقليمية آخذة في النمو، يعزّز المشروع الترابط بين أجزاء المدينة والمناطق المحيطة، وفي الوقت نفسه يحتفي بثراء البيئة الطبيعية والتراث الثقافي للمنطقة. ينسجم الموقع بسلاسة مع الممرات الخضراء المحيطة والمعالم المدنية والأحياء الرئيسية، في تعبير عن رؤية تتماشى مع أهداف التنمية الأوسع في المملكة.
 

منطلقًا من مبادئ المشي على الأقدام والتصميم الإنساني المقياس، يتبنّى المشروع مفهوم «منطقة تنقّل مدتها 15 دقيقة»، بما يضمن الوصول إلى الخدمات اليومية، ومساحات الانتظار المظللة، ومرافق النقل المتكاملة في نطاق مسافات قصيرة يمكن قطعها سيرًا. يعزّز التصميم إيقاعًا عمرانيًا متناغمًا، حيث تصبح نقاط النقل أماكن للحركة والاجتماع وبناء الهوية واستمرارية الحياة اليومية.
 

يعبر الموقع محور مشاة رئيسي تتقاطع معه مسارات فرعية مظللة وجيوب تجمع تعكس إيقاع التجمعات النجدية التقليدية. وتتدرج المباني وتتراجع لتفسح المجال أمام الفراغات العامة، بما يتيح حركة الهواء والظل وتجارب عمرانية متعدّدة الطبقات. واستلهامًا من نخلة التمر، رمز الحياة في المنطقة، تستلهم العناصر المعمارية شكل النخلة وموادها ودلالاتها الثقافية.
 

وفي قلب التطوير، يضم مركز متعدد الاستخدامات صالات انتظار وأركانًا للعرض ومساحات للأنشطة المجتمعية. يمتد فوقه غطاء سقفي على هيئة سعف نخيل يتفتح، يوفّر الظل ويحمل رمزية المكان، ليحوّل مساحة العبور إلى لقاء ثقافي. ويرتبط هذا المركز بساحة عامة مهيأة للفعاليات والأسواق والتواصل الاجتماعي.
 

صُممت هياكل النقل بنظام وحدات معيارية تتيح التوسع المستقبلي. وتعكس لوحة المواد الدافئة، والعناصر المظللة المثقّبة، والأفنية الداخلية بيئة الصحراء، مع توفير الراحة الحرارية والطابع المحلي. ومعًا، تشكّل هذه المكوّنات شبكة ترفع من تجربة النقل العام إلى مستوى تجربة عمرانية غامرة، تنطلق من الهوية وتعزّز الانتماء للمكان.